تسجيل الدخول

بدران يؤكد أهمية متابعة وتنفيذ مضامين رؤية التحديث الاقتصادي

9/25/2022

Share
/Ar/News/PublishingImages/بدران يؤكد أهمية متابعة وتنفيذ مضامين رؤية التحديث الاقتصادي-4.jpg

 

​أكد رئيس الوزراء الأسبق؛ الدكتور عدنان بدران، أهمية متابعة وتنفيذ مضامين رؤية التحديث الاقتصادي التي رعى إطلاقها جلالة الملك عبدالله الثاني مؤخرا، والمتضمنة 366 مبادرة، تنفذ على مدى عشر سنوات.

جاء ذلك خلال افتتاحه أعمال المؤتمر الاقتصادي الثامن "اقتصاديات الطاقة والمياه والأمن الغذائي والموارد الطبيعية "، بتنظيم من الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع، بالتعاون مع جامعة البترا.

وقال بدران؛ المستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها، إن "الخطة تتضمن جلب استثمارات للأردن بنحو 41 مليار دينار، وتوفير مليون فرصة عمل خلال العقد المقبل، وتحديث الاقتصاد، ضمن خطة تنفيذية وخريطة طريق تقود إلى الحد من البطالة والفقر، وزيادة دخل المواطن، لتأمين حياة نوعية أفضل".

وتعرض للعديد من المحاور التي من خلالها يمكن الانتقال من الريعية إلى الإنتاجية، وتحقيق أهداف التحديث الاقتصادي في مجالات مختلفة.

ودعا بدران إلى بناء مدارس بديلة عن المستأجرة، والتوقف عن العمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية، وجعل المدرسة بيئة جاذبة في تجهيزها وتقنياتها، مع مناهج دراسية متطورة، وتدريب وتأهيل المعلمين للتعليم المدمج المعاصر، الذي يقوم على النقد والتساؤل والتحليل والاستنتاج، وحل المشكلات، وتنمية مهارات التفكير من خلال تعليم أقل، وتعلم أكبر، لبناء رأس مال بشري ذكي مبدع ومبتكر.

وبين الدكتور بدران، أن الاستثمار في إنتاج الطاقة الشمسية سيعزز إنتاج الطاقة محليا، لمواجهة الاستيراد الكبير للطاقة بالعملة الصعبة، التي تصل حاليا إلى 96 بالمئة من احتياجات المملكة.

كما بين أهمية التكيف مع التغير المناخي، بإطلاق مشروعات تحلية المياه، وإنشاء محطات تحلية مياه البحر الأحمر، بثلاث محطات، قدرة الواحدة منها تبلغ 330 مليون متر مكعب، بمجموع يبلغ المليار متر مكعب سنويا تقريبا، مع ناقل وطني يرتبط بناقل الديسي، ويمتد شمالا على أراضي الدولة للخط الحديدي الحجازي حتى الحدود السورية، وبناء خزانات حول الناقل الوطني لتوزيع المياه غربا وشرقا، لتغطية حاجات المدن والقرى الأردنية، وتحرير الآبار الجوفية ومياه السدود لأغراض الزراعة، لتحقيق الأمن الغذائي المستدام.

وأكد أن تحقيق ذلك ممكن من خلال إنشاء شركة مياه وطنية مساهمة، تتيح للأردنيين المساهمة فيها لارتفاع جدواها الاقتصادية، بشراكة القطاعين العام والخاص.

وأشار إلى أهمية مشروع قناة البحرين، لتجنب كارثة بيئية نتيجة نضوب البحر الميت، الذي ينخفض مستواه ما يقارب المتر سنويا، ولتنمية كيميائياته وأملاحه الثمينة، وبين أن المشروع سيوفر 580 مليون متر مكعب من المياه العذبة.

ودعا بدران إلى الانطلاق بالزراعة العمودية والمحمية، وزيادة مصادر المياه في قناة الغور الشرقية، واستغلال الأراضي الشمالية - التي تشكل امتدادا لجنوب سهل حوران، - من خلال استغلال المياه الجوفية في الأحواض الحدودية الأردنية الشمالية، وبذلك تتحول آلاف الدونمات البعلية حاليا إلى مزارع مروية، تسهم في بناء الأمن الغذائي المستدام.

كما دعا إلى التوسع في إنتاج الفوسفات والبوتاس، وسلاسله التصنيعية المضافة الأخرى، بإنشاء شركات مساهمة جديدة يستثمر فيها الأردنيون، أو التوسع في الشركات القائمة في مناطق جديدة، بالإضافة إلى النحاس، والذهب، والسيليكا، وكربونات الكالسيوم، والبازلت، والزيولايت، وغيرها.

وتابع أن استغلال هذه الثروات - التي يتركز معظمها في جنوب المملكة- سيوفر فرص عمل كبيرة، وسيساهم في بناء الثروة الوطنية لتسديد المديونية، والانطلاق في خارطة طريق التحديث الاقتصادي والاعتماد على الذات.

وقال رئيس جامعة البترا؛ الأستاذ الدكتور رامي عبدالرحيم، إن الأردن يواجه تحديات كبيرة في قطاعات المياه والطاقة والأمن الغذائي، وأن التراجع بمستوى المياه الجوفية والسطحية مستمر، مصحوب بتراجع معدلات سقوط الأمطار، وزيادة الاستهلاك، والتغير المناخي.

ودعا إلى ضرورة التوجه نحو تنفيد مشروع الناقل الوطني، ووضع خطط للحصاد المائي، وتقليل الفاقد في الشبكات، وإزالة رواسب السدود، والتوجه إلى بدائل الطاقة الأحفورية باستخدام الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية، واستغلال الموارد المتوفرة كالصخر الزيتي.

ودعا الجامعات للقيام بدورها، والتركيز على الأولويات الوطنية في هذه القطاعات، عارضا المشاريع والأبحاث والمؤتمرات التي دعمتها ونفذتها جامعة البترا في هذا الجانب.

وقال رئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع؛ عميد البحث العلمي وكلية التكنولوجيا الزراعية في جامعة عمان الأهلية؛ الدكتور رضا الخوالدة، إن المؤتمر يهدف إلى تحديد ملامح المرحلة التالية للاقتصاد الأردني، وماهية الطريقة التي يمكن فيها استغلال الموارد الطبيعية التي ينعم بها الأردن لتحقيق الأمن الغذائي، انسجاما مع رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة، حيث تسعى الدولة من خلال هذه الرؤية إلى تأسيس قاعدة اقتصادية واجتماعية متينة، والإسهام في تعزيز إمكانات واستدامة مسارات التنمية على المدى الطويل.

وأضاف أن هذا المؤتمر سيشكل حجر الأساس، ونقطة الربط التي لطالما احتاجها الأردن، ليعزز كفاءة وفاعلية الاعتماد على الذات، وتحقيق المصالح الوطنية، وتطوير القاعدة الاقتصادية الأردنية، من خلال العديد من التوجهات المستقبلية للاقتصاد الوطني، كما سيكون المرجع العلمي لأصحاب القرار، لاتخاذ أنسب القرارات فيما يتعلق بالتخطيط الاستراتيجي، وتحقيق الأمن الغذائي من خلال التميز في استغلال الموارد الطبيعية الأردنية.

وأكد الخوالدة أن الأردن يملك رأس مال بشري قوي، ومتطور، قادر على الوصول إلى تحقيق الاعتماد على الذات، وتطوير الاقتصاد الوطني.

بدوره، أوضح رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر؛ الدكتور سامر الرجوب، أنه في ظل التحديات التي عصفت بالعالم نتيجة انتشار وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، كان لا بد من ضرورة التوجه إلى إعادة صياغة أولوياتنا فيما يتعلق بالطاقة، حيث أن أسعار الطاقة عالميا ارتفعت بشكل ضخم، وأصبحت تشكل عبئا على موازنات الدول المستوردة لها.

وأشار أيضا إلى ضعف سلاسل التوريد العالمية، التي أثرت بشكل كبير على حجم الصادرات العالمية من الغذاء، ما أسهم بصعوبة تحقيق الأمن الغذائي لدى الكثير من دول العالم، إضافة إلى قطاعي المياه والطاقة مؤكدا أن المؤتمر يتناول ثلاثة محاور رئيسية، هي: المياه، والأمن الغذائي، والطاقة.

واشتمل المؤتمر -الذي انعقد بمشاركة مسؤولين ومتخصصين وباحثين- على العديد من أوراق العمل، كان من أبرزها ورقة بعنوان: "أزمة الغذاء في الوطن العربي: الفرص والتحديات"، قدمها وزير الزراعة الأسبق الدكتور محمود الدويري، وورقة بعنوان: "تحليل معلومات الأمن الغذائي: مفتاح الاستجابة والرد"، قدمها خبير الاأمن الغذائي؛ الدكتور فاضل الزعبي، وورقة حول "تحديات الموارد المائية في الأردن وآفاق الاستدامة" قدمتها الأمين العام الأسبق لوزارة المياه والري؛ المهندسة ميسون الزعبي، إضافة إلى ورقة حول "التحدي المائي وبدائل التزويد"، لأستاذ هندسة المياه والبيئة؛ الدكتور ماجد أبو زريق.

وقدم المدير العام الأسبق لشركة الكهرباء الوطنية؛ المهندس أحمد حياصات، ورقة بعنوان: "قطاع الطاقة في الأردن: الواقع والطموحات:، كما قدم عميد الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا؛ الدكتور أحمد السلايمة ورقة بعنوان: "الطاقة المتجددة وأنظمة تخزين الطاقة، والعدادات الذكية"، كما قدم أمين عام سلطة المياه الأسبق؛ المهندس قصي قطيشات، ورقة رئيسية بعنوان: "البناء والتشغيل والتحويل في قطاعات الموارد الطبيعية" (وكالة الأنباء الأردنية - بترا)​