تسجيل الدخول

منح دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران درجة الدكتوراة الفخرية في الإدارة

10/20/2014

 

Share

   خلال حفل منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة اليرموك: دولة الدكتور بدران:اليرموك جامعة متميزة لاعتمادها إستراتيجية محكمة
 
 دعا دولة الدكتور عدنان بدران إلى إعادة الصلاحيات لمجالس أمناء الجامعات لترسيخ استقلاليتها، وأن يعود مجلس التعليم العالي كما كان سابقاً بعضوية رؤساء مجالس الأمناء، وتسنده لجنة تنفيذية من رؤساء الجامعات، ليضطلع برسم السياسة الوطنية للتعليم العالي والتنسيق بين الجامعات، فعملية الإصلاح سهلة "بأن نعود إلى ما كان"، جاء ذلك خلال حفل منحه درجة الدكتوراه الفخرية في الإدارة من جامعة اليرموك بحضور رئيس الجامعة الدكتور عبدالله الموسى.
 
 
وأكد بدران على ضرورة الاستثمار في العقل البشري بكل ما لدينا من مخزون فكري، وعلينا أن نفجر طاقات الذكاء والإبداع والابتكار والفكر الخلاق، ومواصلة العمل بجدية وإخلاص لإعلاء البناء وتخريج القيادات، فهذا ما يستحقه الوطن، معرباً عن شكره لجامعة اليرموك على هذه اللفتة الكريمة، مشدداً على أن هذا التكريم هو تكريم لزملائه من أكاديميين وإداريين ممن عملوا بكل جد وإخلاص منذ اليوم الأول لتأسيس اليرموك، وأنه اليوم يتسلم درجة الدكتوراه الفخرية نيابة عنهم.
واستذكر بدران خلال الحفل تاريخ تأسيس جامعة اليرموك عام 1976 ابتداءً من تكليفه من قبل اللجنة الملكية الخاصة لتأسيس جامعة اليرموك وبناء الحرم الجامعي المؤقت في مستنبت اربد وبدء الدراسة فيه بعد ستة أشهر، وإعداد المخططات الهندسية لبناء الحرم الجامعي في الموقع الدائم لجامعة ترتكز على العلوم والتكنولوجيا، مروراً باستقبال الفوج الأول للجامعة الذي ضم (640) طالباً، ووصولاً إلى حفل تخريج الفوج الأول من طلبة اليرموك عام 1980 برعاية الملك الحسين بن طلال رحمه الله، حيث قرر مجلس العمداء آنذاك بمنح درجة الدكتوراه الفخرية لكل من سمو الأمير الحسن بن طلال لرعايته للعلم والعلماء، والدكتور عبدوس سلام الحائز على جائزة نوبل بالفيزياء لتميزه في التجسير المعرفي بين علماء الشمال والجنوب، مشدداً على أن ذلك اليوم كان عيداً لأسرة اليرموك لتفوقها في الانجاز بعد أربع سنوات من تأسيسها توجته بمنح الدكتوراه الفخرية لرائدين في العلوم الأولى على المستوى الوطني والثانية على المستوى العالمي.
وأشار إلى أن اليرموك نجحت في إنشاء جامعة متميزة باعتمادها إستراتيجية محكمة تنطلق من رؤية فلسفية تقوم على سبعة مبادئ رئيسية وهي الاستقلالية الكاملة للجامعة أكاديميا ومالياً وإداريا، واستقلالية سياسة القبول فكانت الجدارة والكفاءة هما المعيار الوحيد لقبول الطلبة، واستقلالية التعيين والترقية والإيفاد فقد أوفدت اليرموك خلال السنوات العشر الأولى من تأسيسها ما يزيد على 750 مبعوثاً, واستقلالية المناهج والخطط الدراسية بما يكفل تحفيز الطاقات الكامنة لدى طلبتها ومواكبة النمو المعرفي والاقتصاد، وتوفير البيئة الإبداعية لجامعة إنتاجية في البحث والتطوير حيث أنشأت في حرمها الجامعي للعلوم والتكنولوجيا مجمعاً علمياً صناعياً لتحويل مخرجات البحث والتطوير إلى تكنولوجيات سلعية وخدماتية، بالإضافة إلى تفاعل اليرموك مع المجتمع المحلي من خلال برنامج مكثف في التدريب والتعليم المستمر وخدمة المجتمع شملت مناطق مختلفة من المملكة مكنت من خلاله المرأة والقيادات الإدارية في القطاعين العام والخاص، والتركيز على محورية الطالب في العملية الأكاديمية والتربوية والحرص على انخراط الطلبة في بوتقة جامعية متكاملة للوصول إلى الشخصية المتوازنة القائمة على التعددية الفكرية، ليكون عنوان خريجيها الجودة والنوعية والبحث العلمي الهادف والنهوض بالمجتمع، داعياً الله أن تستمر اليرموك ووليدتها جامعة العلوم والتكنولوجيا لتكونا واحة فكر وتنوير تنمو وتتطور لإحداث التغيير.
الدكتور الموسى في كلمته رحب بالحضور في رحاب جامعة اليرموك التي جعلت التميز والإبداع مبتغاها وحفظت للعلماء والباحثين قدرهم, وها هي اليوم تمنح أحد أبرز رجالات الأردن الأوفياء، دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران شهادة الدكتوراه الفخرية في الإدارة تقديرا لكل ما قدم من إنجازات في مختلف مجالات العمل العلمية والإنسانية والسياسية والإدارية، واعترافا منها بفضله العظيم بإحداث نقلة نوعية بنّاءة على المستويين المحلي والدولي, لافتا إلى إسهامات الدكتور بدران في دعم وتطوير مؤسسات ولجان وطنية شتى، وحمل حقائب وزارية عدة, فهو أستاذ وعالم قدير صاحب نتاج علمي فريد في مجال الاكتشاف والبحث العلمي الرصين، ووضع المناهج الرائدة, وله الفضل في تأسيس جامعتين حكوميتين يشار إليهما بالبنان وجامعتنا العتيدة واحدة منهما, بالإضافة إلى انجازاته في خدمة الإنسانية وتراثها بتقلده مناصب حساسة في محافل دولية عريقة.
وبين الموسى أنه استنادا إلى المادة (3 أ/ 5) من نظام منح الدرجات والشهادات في اليرموك قرر مجلس عمداء الجامعة في جلسته رقم 32/2014 منح الدكتور عدنان بدران شهادة الدكتوراه الفخرية في الإدارة نظرا إلى أنه شخصية علمية وإدارية وفكرية وسياسية متميزة, وأستاذ وعالم متميز، وخاصة في حقول البحوث العلمية في مجالات الكيمياء الحيوية والفسيولوجيا والتكنولوجيا الزراعية, ولإسهاماته المتعددة في تطوير المناهج الدراسية في المدارس والجامعات في الأردن والعالم العربي، وإدخاله المناهج الحديثة التي تخدم التطور العلمي في مجالات العلوم البيولوجية والزراعية, ونظرا إلى كونه الرئيس المؤسس لجامعة اليرموك، ورئاسته لها لمدة عشر سنوات شكلت الأساس الصلب لبنائها وتقدمها، ولتأسيسه جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ودوره في إدارة جامعات أردنية أخرى, ولانخراطه في العمل من أجل الحفاظ على حقوق الإنسان من خلال ترأسه مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن، والمنتدى الآسيوي الباسيفيكي لحقوق الإنسان في سيدني، وعضويته في لجنة التنسيق الدولية لحقوق الإنسان في جنيف، وتقلده لعدة مناصب في اليونسكو, بالإضافة إلى دوره الكبير في خدمة بلده من خلال عمله وزيرا للزراعة، ووزيرا للتربية والتعليم في الحكومات الأردنية المتعاقبة، وعضوا فاعلا في عدد من المؤسسات واللجان الوطنية، ورئيسا لوزراء الأردن, ولإسهامه وزمالته في الأكاديميات العلمية العالمية والمنتديات الفكرية الثقافية والسياسية في الأردن وغيرها من بلدان العالم, ونظرا إلى أن أفكاره أدت إلى تطور المعرفة والعلم وإحداث تغير نوعي ايجابي في الحياة الإنسانية.
وحضر الحفل عدد من الوزراء السابقين ورؤساء جامعة اليرموك السابقين وعدد من رؤساء الجامعات الرسمية والخاصة، ونائب رئيس الجامعة الدكتور احمد العجلوني وعدد من أساتذة جامعتي اليرموك والبترا، وقد تسلم عرافة الحفل الدكتور زياد الزعبي من قسم اللغة العربية بكلية الآداب.
وفي ما يلي النص الكامل لكلمة دولة الدكتور عدنان في الحفل:-
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذُ الدكتور عبد الله الموسى رئيسَ الجامعة
أصحابَ السموِ والدولةِ والمعالي والعطوفةِ والسعادة
أعضاءَ الهيئتين التدريسيةِ والإدارية
أيُّها الحفلُ الكريم
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
كانَ الطموحُ عظيماً، والغاياتُ ساميةً، في نيسانَ عام (1976) ألفٍ وتسعمائةٍ وستةٍ وسبعين.  حينَ استدعتْنِي اللجنةُ الملكيّةُ الخاصةُ لتأسيسِ جامعةِ اليرموك، لِكي أرأسَ الجامعةَ الجديدة.  كنتُ حينَها عميداً لكليةِ العلومِ في الجامعةِ الأردنية، أتابعُ تأسيسَها وإيفادَ كوادِرِهَا، كما كنتُ رئيساً للمجلسِ المؤقَّتِ لتأسيسِ كليةِ الهندسةِ، بالإضافةِ إلى انشغالي التامّ مع زملائي في احتضانِ كُلِّيَتَي الطبِّ والتمريضِ في مباني كليةِ العلوم.
اعتذرتُ بدايةً، لكنَّني أمامَ إصرارِ اللجنةِ الملكيةِ طلبتُ بعضَ الوقت، لأَستشيرَ رئيسَ جامعِتي "الأردنية" آنذاك الدكتور عبد السلام المجالي، وعندما فاتحتُهُ بالموضوع، شجَّعني وكعادتِهِ، تعهَّدَ بتقديمِ أَيّةِ مساعدةٍ في مهمَّتِي الجديدة.
كانتْ هناكَ مدرستانِ فكريَّتانِ إزاءَ إستراتيجيةِ التوسُّعِ الجامعيِّ في المملكة:
المدرسةُ الأولى تَبَنَّتْها الجامعةُ الأردنيةُ بأَنْ تكونَ هناكَ فقط الجامعةُ الأردنية، مَرْكزُها في العاصمةِ، ويُؤسَّسُ فروعٌ لها في المحافظات، تُدارُ من قِبَلِ نائبِ رئيسٍ لكلِّ فرع، وتسيرُ وِفْقَ خِطَطِ ومناهجِ الدراسةِ في الجامعةِ الأم.
والمدرسةُ الثانيةُ تَبَنَّتْها اللجنةُ الملكيةُ، وتقومُ على مبدأِ اللامركزية، حيثُ يَجْرِي تأسيسُ جامعاتٍ مستقلةٍ في المحافظاتِ، ولكلِّ جامعةٍ تشريعاتُها وخِطَطُها ومنهجيَّةُ التدريسِ فيها، لتأصيلِ التعدديّةِ والتنوّعِ والتنافسيّةِ بينَها.  ولقد تَمَّ القرارُ آنذاك بالأخذِ بالمدرسةِ الثانية.
كانتِ المهمَّةُ، صعبةً والتحدّي كبيراً: بناءُ حَرَمٍ جامعيٍّ مؤقَّتٍ، في مُسْتَنْبتِ إربد، وبَدْءُ التدريسِ فيهِ بعدَ ستّةِ أشهر، والتخطيطُ لحرمٍ جامعيٍّ دائمٍ، على مساحةِ عشرةِ آلافِ دونُمٍ لجامعةٍ تُركِّزُ على العلومِ والتكنولوجيا.
بدأنا العملَ فوراً، وتمَّ تأسيسُ مكتبٍ هندسيٍّ للتخطيطِ والتصميمِ والمتابعةِ، وإعدادُ مسابقةٍ عالميّةٍ لمخطَّطٍ شاملٍ للجامعةِ في موقعِهِا الدائم.  كما تَمَّ تعيينُ فريقٍ من الأكاديميينَ والإداريينَ، وتكليفُ العديدِ من اللجانِ المتخصصةِ من داخلِ الأُردنِّ وخارجهِ،  لِوضْعِ الخِططِ الدراسيّةِ والمواصفاتِ الفنيةِ والتربويةِ الحديثةِ، والتشريعاتِ والأنظمةِ والتعليمات.
وخلالَ ستةِ شهور، تَمَّ إنجازُ بناءِ الحرمِ الجامعيِّ وتجهيزِهِ، وتعيينُ طاقَمَيْنِ كُفْؤَينِ من هيئةِ التدريسِ، ومن الإداريين، بالإضافةِ إلى إنجازِ المُخَطَّطِ الشاملِ للجامعةِ في موقِعِها الدائم . واستقبلَتِ الجامعةُ (640) ستمائةٍ وأربعينَ طالباً مع بدايةِ العامِ الدراسي.
نَجَحَتِ اليرموكُ في إنشاءِ جامعةٍ متميزةٍ، وذلك باعتمادِها إستراتيجيةً مُحْكَمةً، تنطلقُ من رُؤْيةٍ فلسفيةٍ تقومُ على مبادئ سبعةٍ رئيسة:
الأولُ: الاستقلاليةُ الكاملةُ للجامعةِ أكاديمياً ومالياً وإدارياً. فَلِلْجامعةِ رسالةٌ بأَنْ تكونَ منارةَ عِلمٍ ومعرفةٍ، وحاضنةً حقيقيةً للفكرِ والثقافةِ، ورافعةً فاعلةً في تنميةِ المجتمعاتِ المحلّية، وتعميقِ المهاراتِ والسلوكيّاتِ والأنماطِ الفكريةِ الحداثيةِ المستنيرةِ لدى طلبتِها، على طريقِ تكوينِ الرأسمالِ البشريِّ الوطنيّ، القائمِ على الإبداعِ والاختراعِ والابتكارِ والتنافسيّةِ والفكرِ الخلاّق.  ليكونَ عنوانُ خرّيجِيها: الجَوْدَةَ والنَوعيّةَ، والبحثَ العلميَّ الهادفَ، والنهوضَ بالمجتمع. فجامعةُ اليرموكِ لم تكن استنساخاً لنموذجٍ آخر، وإنّما أفادتْ من تجاربِ عددٍ من الجامعاتِ المرموقة عالمياً.
كانتِ الجامعةُ مستقلةً مالياً من خلالِ قانونِ الرسومِ الإضافيةِ للجامعاتِ واستثمارِ وَقْفِيَّتِها المالية، وتَقَاسُمِ الضريبةِ الإِضافيةِ مع الجامعة الأردنية، التي يدفعُها الشعبُ الأردنيُّ مباشرةً بكلِّ أريحية.
الثاني: استقلاليةُ سياسةِ القَبول، إذْ كانتِ الجدارةُ والكفاءةُ هما المِعيارُ الوحيدُ في اليرموكِ لِقَبولِ الطلبةِ وِفْقَ تدرُّجِ علاماتِهم في الدراسةِ الثانوية، أو ما يعادِلُها، دونَ أيِّ كوتاتٍ، أو استثناءاتٍ ووِفْقَ الطاقةِ الاستيعابيةِ للجامعةِ والتخصص.  وحتى عندما تَوَالَى الضّغْطُ الاجتماعِيُّ من المناطقِ الأقلِّ حظاً لجأتِ الجامعةُ إلى إلحاقِ الطلبةِ أولئكَ في بَرْنامَجٍ استدراكيٍّ كدراسةٍ خاصةٍ لمدةِ عام، لِيتمَّ التعاملُ مَعَهُمْ أيضاً وِفْقَ معاييرِ الكفاءةِ والجدارةِ.
الثالث: استقلاليةُ التعيينِ والترقيةِ والإيفاد، إِذْ كانَ التعيينُ والإيفادُ في الجامعةِ يتمَّان وِفْقَ الجدارةِ والكفاءةِ فقط.  فَعَقَدتِ الجامعةُ اتفاقياتٍ عالميةً، ونَجَحَتْ في استقطابِ الأساتذةِ والباحثينَ من جامعاتٍ مرموقةٍ، والإيفادِ إليها. فَرَسَمَ هؤلاءِ خارطةَ طريقٍ نَحوَ التميُّزِ والتفوّق.  لقد أوفدتِ اليرموكُ خلالَ عَشْرِ السنواتِ الأولى من تأسيسِها ما يزيدُ على 750 سبعمائةٍ وخمسينَ مبعوثاً لجامعاتٍ متميّزةٍ، عادوا جميعاً لخدمةِ جامعتَيّ اليرموكِ والتكنولوجيا.
الرابع: استقلاليةُ المناهجِ والخِططِ الدراسية.  إِذْ لا تستطيعُ أيُّ جامعةٍ أَنْ تنطلقَ في تحفيزِ الطاقاتِ الكامنةِ لدى طلبتِها، وتواكبَ النموَّ المعرِفيَّ والاقتصادَ المعرفيَّ إلاَّ من خلالِ المرونةِ الكاملةِ، والاستقلالِ التامِّ في وَضْعِ برامِجِها، وتخصّصاتِها، ومنهجيّةِ التدريسِ فيها، وتطويرِها بما يتلاءّمُ مع رغباتِ الطلبةِ وحاجاتِ السوقِ بَلْ في خَلْقِ أسواقٍ جديدةٍ يصنَعُها خِرّيجو الريادةِ والإبداع.
وخَضَعَتْ خِطَطُها الدراسيّةُ لِتقييمٍ مستمرٍّ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ الأكفياء، بما في ذلك عَقْدُ امتحانِ الكفاءةِ (GRE) للخريجين.
الخامس: البيئةُ الإبداعيةُ لجامعةٍ إنتاجيةٍ في البحثِ والتطوير، إِذْ حَرِصَتِ اليرموكُ، بالإضافةِ إلى البيئةِ الاجتماعية والتربويةِ الجاذبةِ، على تأمينِ بيئةٍ إبداعية محفّزةٍ لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ، من مختبراتٍ وتجهيزاتٍ، ودَعْمٍ للبحثِ والنَّشْرِ، والمؤتمراتِ، وفَتْح فُرَصٍ لإجراءِ البحوثِ أثناءَ عُطَلِهمِ الصيفيةِ في جامعاتٍ مرموقة.  وكجامعةٍ منتجةٍ أقامتِ اليرموكُ في حَرَمِها الجامعيِّ للعلومِ والتكنولوجيا مُجمَّعاً علمياً صناعياً من هناجِرَ ضخمةٍ لتحويلِ مخرجاتِ البحثِ والتطويرِ إلى تكنولوجياتٍ سِلَعِيّةٍ وخَدَماتِية.
وفي أنقرة مع وَفْدِ رجالِ الأعمالِ خلالِ زيارةِ جلالةِ الملكِ عبدِ الله الثاني، فوجئتُ بما حقَّقَهُ المجمَّعُ العلميُّ أو التكنوبارك، كما يسمونَهُ، التابعُ لجامعةِ الشرقِ الأوسطِ الفنية، التي أقامَتْ جامعةُ اليرموكِ علاقاتِ تعاونٍ معها، وسارَتْ على خطواتِنا.  حيث تَمَكَّنَ من تخريجِ 127 مئة وسبعٍ وعشرين شركةً ترفِدُ الاقتصادَ التركيَّ حالياً بِدَخْلٍ قوميٍّ يتجاوزُ الأَرْبعةَ ملياراتِ دولارٍ سنوياً.  بالإضافةِ إلى مائةِ شركةٍ لا تزالُ في انتظارِ التخريج.
السادس: تفاعلُ الجامعةِ مع المجتمع، وهذا التفاعلُ هو السبيلُ لنجاحِ الجامعةِ في تأديةِ رسالِتها.  فمن خلالِ برنامجٍ مُكثَّفٍ في التدريبِ والتعليمِ المستمرِّ وخدمةِ المجتمعِ، شمِلتْ مناطقَ مختلفةً من المملكة، نَجَحتِ اليرموكُ في خدمةِ المجتمع، وتمكينِ القياداتِ الإداريةِ في القطاعينِ العامِّ والخاصِّ، وتمكينِ المرأةِ في مُخْتَلفِ الأشغالِ للحَدِّ من الفقرِ والبطالةِ.
السابع: محوريةُ الطالبِ في العمليةِ الأكاديميةِ والتربوية، حيثُ لا تَقْتصِرُ نشاطاتُ الطالبِ على المعارفِ العلميّةِ في الصفِّ والمختبرِ والورشِ الفنيّةِ، بل يجبُ أن يتعدَّى ذلكَ للانخراطِ في بَوْتَقَةٍ جامعيةٍ متكاملةٍ من التفاعلِ مع أعضاءِ هيئةِ التدريسِ والطلبة، للوصولِ بهِ إلى الشخصيةِ المتوازنِةِ القائمةِ على التعدديّةِ الفكريةِ واحترامِ الاختلافِ وعملِ الفريقِ والثقافةِ المتميزة.
الحضورُ الكرام
عندما نسمَعُ اليومَ عن تَعدُّدِ الاستراتيجيات في إصلاحِ التعليمِ العالي، فإِنّني أقول: لا داعيَ لاختراعِ العجلةِ من جديد، إِنَّ تدخُّلَ السلطةِ التنفيذيةِ في التعليمِ العالي لم يُشَكِّلْ أبداً عمليةَ إصلاحٍ، بل عمليةَ تَرَاجُعٍ، لذا علينا إعادةُ الصلاحياتِ إلى مجالسِ أمناءِ الجامعاتِ لترسيخِ استقلالِيتها، وأَنْ يعودَ مجلسُ التعليمِ العالي كما كان سابقاً ليضْطَلعَ برسمِ السياسةِ الوطنيةِ للتعليمِ العالي، والتنسيقِ بين الجامعات، أعضاؤُهُ رؤساءُ مجالسِ الأمناءِ للجامعاتِ الأردنيةِ، تَسْندُهُ لجنةٌ تنفيذيةٌ من رؤساءِ الجامعات...  فعمليةُ الإصلاحِ كما ترون سهلةٌ: العودةُ إلى ما كان.
أيها الحفلُ الكريم،
يحضُرُني في أجواءِ هذا الحفلِ البهيّ، أَن أتذكر حَفْلَ تخريجِ الفوجِ الأولِ من طلبةِ اليرموكِ عام 1980 برعايةِ وحضورِ جلالةِ الملكِ الحسينِ بنِ طلالِ رحمَهُ الله، حيث قَرّرَ مجلسُ العمداءِ آنذاكَ مَنحَ درجةِ الدكتوراه الفخرية لكلٍّ من سُموِّ الأميرِ الحسنِ بن طلالِ لرعايتِهِ للعِلم والعلماءِ، وتأسيسِ الجمعيةِ العلميةِ الملكيةِ وإدارتِهِ الناجحةِ للخِططِ الخمسيّةِ التنمويّة، والدكتورِ عبدوس سلام الحائِزِ على جائزةِ نوبل بالفيزياءِ لِتميُّزِهِ في التجسيرِ المعرفيِّ بينَ علماءِ الشمالِ والجنوب.  كان ذلكَ اليومُ عيداً لأسرةِ اليرموكِ لِتفوُّقِها في الإنجازِ بعدَ أربعِ سنواتٍ من تأسيسِها، توَّجَتْهُ بمنْحِ الدكتوراه الفخريةِ لرائدينِ في العلومِ والتكنولوجيا تكريماً للإنجاز، الأولى على المستوى الوطنيّ، والثانيةُ على المستوى العالميّ.
واليوم أتوجّهُ بالشكرِ والتقديرِ لرئيسِ الجامعةِ الأستاذِ الدكتورِ عبد الله الموسى والزملاءِ أعضاءِ مجلسِ العمداءِ على كَرَمِهِمْ وتكْرِيمِهِم، ولكنْ دعوني أقولُها بكلِّ صراحةٍ، إنَّ هذا التكريمَ هو تكريمٌ لزملائِي فريقِ العملِ من أكاديميينَ وإداريينَ، الذينَ عَمِلُوا بكلِّ جدّيةٍ وإخلاصٍ ومُنْذُ اليومِ الأولِ في تأسيسِ هذهِ الجامعةِ، فَقَدْ واصَلوا الليلَ مع النهارِ، وحقَّقُوا ما لم يُحقّقْهُ الآخرون، وأنا هنا أتسلّمُ الدرجةَ الفخريةَ نيابةً عنهم، فلَهُمْ تحيّتِي وتقديرِي ومحبّتي أينما كانوا.
والتحيّةُ والتقديرُ للجنةِ الملكيةِ التي كانت تعقِدُ اجتماعاتِها كلَّ خميسٍ من كلِّ أسبوعٍ لساعاتٍ طوالٍ لتأسيسِ جامعتينِ في الشَّمال، اليرموك والتكنولوجية.
وختاماً، أدعو اللهَ العليَّ القديرَ أَنْ تستمرَّ هذهِ الجامعةُ ووليدَتُها التكنولوجيةُ بأنْ تكونا واحةَ فكرٍ وتنويرٍ، تنمو وتتطورُ لِتُحْدِثَ التغيير.  الطريقُ صعبةٌ وشائِكةُ، وفيها مطبَّاتٌ وانحناءاتٌ تتطلّبُ مرونةً في الاستجابةِ السريعةِ للتفاعلِ مع التحدّيات.  ليس هناكَ خَيَارٌ لنا سوى الاستثمارِ في العقلِ البشريِّ بكلِّ ما لدينا من مخزونٍ فِكْريّ، علينا أن نُفَجّرَ طاقاتِ الذكاءِ والإبداعِ والابتكارِ والفِكْرِ الخلاَّقِ، علينا مواصلةُ العملِ بجدِّيةٍ وإخلاصٍ لإعلاءِ البناءِ وتخريجِ القياداتِ، فهذا ما يستحقُّهُ الوطنُ والمواطنُ مِنّا لبناءِ الأردنِّ الحديث المعاصر.
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته،،،
عدنان بدران
كما القى الدكتور عبدالله الموسى رئيس الجامعة كلمة خلال الحفل فيما يلي نصها:-
بسم الله الرحمن الرحيم
­­­­الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
·                    أصحاب السمو والدولة والمعالي
·                    صحاب العطوفة والسعادة
·                    الضيوف الكرام
·                    أيها الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
يشرفني في هذا اليوم الأغر أن أرحب بهذا الجمع الكريم في معقل الريادة والفخار، جامعة اليرموك التي جعلت التميز والإبداع مبتغاها، وحفظت للعلماء والباحثين قدرهم؛ فهم ورثة الأنبياء فيما عرفوا من الحق ونشروا.
وانطلاقا من رسالة اليرموك السامية، فإننا نحتفي اليوم بأحد أبرز رجالات الأردن الأوفياء رجل انتهج العمل العلمي والإنساني والسياسي والإداري، معطيًا لكل مجالٍ منها حقه من التفاني والعمل الدؤوب.
·      هو أستاذ وعالم قدير، صاحب نتاج علمي فريد في مجال الاكتشاف والبحث العلمي الرصين، ووضع المناهج الرائدة.
·      أسهم في دعم وتطوير مؤسسات ولجان وطنية شتى، وحمل حقائب وزارية عدة أبرزها رئاسة الوزراء.
·      له الفضل في تأسيس جامعتين حكوميتين يشار إليهما بالبنان، و جامعتنا العتيدة واحدة منهما.
·      عمل (المكرم اليوم) على خدمة الإنسانية وتراثها بتقلده مناصب حساسة في محافل دولية عريقة كاليونسكو.
إنه دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران الذي تشهد له جامعة اليرموك بفضل عظيم بإحداث نقلة نوعية بناءة على المستويين المحلي والدولي، مما يعكس روحًا علمية وثابة،  وإرادةً صلبة لاتنثني.
وتقديرًا لكل ما قدم من إنجازات؛ فقد قرر مجلس العمداء في جامعة اليرموك منح دولته شهادة الدكتوراه الفخرية في الإدارة، متمنين له موفور الصحة، آملين استمرار عطائه في عالم أحوج ما يكون إلى عقول نيرة وإيمان مطلق بقدرة الإنسان على التغيير من أجل الارتقاء إلى أسمى المراتب.
حفظ الله الأردن وشعبه رمزًا للريادة والإبداع، في ظل قيادة الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه.
والآن نتمنى من الأستاذ الدكتور نهاد طشطوش، عميد البحث العلمي والدراسات العليا، اصطحاب دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران إلى المنصة، فليتفضلا مشكورين.
وتاليا نص براءة منح درجة الدكتوراه الفخرية في الإدارة لدولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران
استناداً إلى المادة (3أ/5) من نظام منح الدرجات والشهادات في جامعة اليرموك، وبناءً على تنسيب الأستاذ الدكتور عبد الله الموسى رئيس الجامعة.
ونظراً لأن الدكتور عدنان بدران شخصية علمية، وإدارية، وفكرية، وسياسية تميزت بإنجازاتها في هذه الحقول، وتركت آثاراً واضحة على مسيرة العمل والتقدم في العديد من المجالات في الحياة العلمية والإنسانية.
ونظراً لأنه أستاذ وعالم متميز قدم إضافات علمية مؤثرة، وبخاصة في حقل البحوث العلمية في مجال الكيمياء الحيوية والفسيولوجيا والتكنولوجيا الزراعية من خلال اكتشافه آلية حفظ الأغذية الطازجة ومضاعفة فترات تخزينها وتوفيرها في الأسواق العالمية، واكتشافه آلية أنزيمات الأكسدة في الثمار، ونشره لعديد من البحوث العلمية كان أولها في دورية الطبيعة (nature) المميزة، وإشرافه على أطروحات علمية عديدة.
ونظراً لإسهاماته الكبيرة في تطوير المناهج الدراسية في المدارس والجامعات في الأردن، وفي العالم العربي وإدخاله المناهج الحديثة التي تخدم التطور العلمي في مجالات العلوم البيولوجية والزراعية.
ونظراً إلى كونه أنجز عددا كبيرا من الكتب والبحوث العلمية في مجالات العلوم البيولوجية، والبيئية شكلت إضافة حقيقية إلى المعرفة وتقدم العلم.
ونظراً لكونه الرئيس المؤسس لجامعة اليرموك ورئاسته لها مدة عشر سنوات شكلت الأساس الصلب لبنائها وتقدمها على نحو جعلها إحدى أهم الجامعات في الأردن والعالم العربي، وتأسيسه جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.
ونظراً لدوره في إدارة جامعات أردنية أخرى، وتطويرها وتحديثها من خلال عمله رئيسا لجامعة فيلادلفيا، وجامعة البترا.
ونظراً لانخراطه في العمل من أجل الحفاظ على حقوق الإنسان من خلال ترؤسه مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن، والمنتدى الآسيوي الباسيفيكي لحقوق الإنسان في سيدني – استراليا، وعضويته للجنة التنسيق الدولية لحقوق الإنسان في جنيف،
ونظراً لعمله في اليونسكو مساعدا لقطاع العلوم، ثم نائبا لمدير عام اليونسكو في باريس على مدى تسع سنوات، ونائباً لرئيس المؤتمر العام لليونسكو في باريس، ورئيسا للجنة الوطنية الأردنية لليونسكو، إذ قدم عملا أسهم في خدمة الإنسانية وتراثها في المجالات التربوية والعلمية والثقافية والاتصال من خلال مكاتب اليونسكو المنتشرة في مناطق العالم المختلفة
ونظراً لدوره الكبير في خدمة بلده من خلال عمله وزيراً للزراعة ثم وزيراً للتربية والتعليم في الحكومات الأردنية، وعضوا فاعلا في عدد كبير من المؤسسات، واللجان الوطنية وتأسيسه للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا كأول أمين عام له، ثم عمله رئيساً لوزراء الأردن.
ونظراً لإسهامه وزمالته في الأكاديميات العلمية العالمية والمنتديات الفكرية الثقافية والسياسية في الأردن وفي العديد من بلدان العالم إسهاما فاعلا ساعد في إحداث تغيير إيجابي خدم المجتمع الإنساني.
ونظراً لان آراءه وأفكاره قد أدت إلى تطور المعرفة، والعلم، ولأن جهوده العلمية والإدارية والإنسانية قد ساهمت في إحداث تغير نوعي ايجابي في الحياة الإنسانية، مما أدى إلى نيله الدكتوراه الفخرية من جامعة سن كيون كوان (مخترعة السامسونج) في سيؤول/كوريا، والدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة ولاية ميتشيغان، والأستاذية المتميزة من جامعة ولاية أوكلاهوما في الولايات المتحدة، والأستاذية الفخرية من جامعة كازاخستان الوطنية.
وتقديرا من جامعة اليرموك لجهود الأستاذ الدكتور عدنان بدران وعرفانا بفضله؛ فقد قرر مجلس العمداء في جلسته رقم 32/2014 بتاريخ 11/8/2014 منحه شهادة الدكتوراه الفخرية في الإدارة.
 رابط الخبر على موقع جامعة اليرموك :