حين تمتزج أفنان (الأدب) بفنون (العلم) تتّقد جذوة الإبداع، ويظهر التألّق والتميّز، وتدرك حينها أنّك في كلّيّة (الآداب والعلوم) في جامعة البترا، الصّرح العلميّ العريق، المواكب للتّقدّم والتّحديث، القادر على رفد مجتمعه المحلّي بأجيال من الخرّيجين المتميّزين الذين يعمرون أوطانهم، ويخدمون أمتهم.
لقد نشأت هذه الكلّيّة مع نشأة الجامعة، لتشهد ميلادَها وبناءَها، وتشهد على إنجازاتها، وتشاركها تطوّرها ونجاحها، وتشترك في رسم خطّتها ورؤيتها، وصياغة رسالتها وأهدافها، منذ نشأتها في كلّيتين منفصلتين، إحداهما كلّيّة الآداب، والأخرى كلّيّة العلوم عام 1991م، حتّى ائتلافهما في كلّيّة واحدة يشكّلان لُحمتها وسُداها عام 2003 تحت اسم واحد، لا يزال عَلمًا عليها، ومَعلَمًا لها حتّى اليوم (كلّيّة الآداب والعلوم).
ولم يكن هذا التّاريخ الضخم والعنوان العظيم مدعاة للقنوع والجمود، بل كان محفّزًا للتّحديث والتّطوير، والأخذ بأسباب التّكنولوجيا، من أجل ديمومة النّجاح، وضمان التميّز، فاستطاعت هذه الكلّيّة التي تجاوزت العقود الثلاثة، أن تجمع بين الأصالة والحداثة، لترى آثار هذا في بيئتها التّعليميّة الجاذبة، وهيئتها التّدريسيّة المتميّزة، وقاعاتها المزوّدة بالتقنيات الحديثة، ومختبراتها المجهّزة بأحدث الوسائل، واستحداثها تخصّصات جديدة تتناسب مع سوق العمل، وتقديم برامج الماجستير في اللغة العربية واللغة الإنجليزيّة والكيمياء، فضلًا عمّا تشهده بعض تخصّصاتها من الحصول على الاعتمادات العالميّة والدّولية، وعقد اتّفاقات مع جامعات عالميّة وعربيّة.
وعلى الرّغم من الرّضا بما حققته وتحققه الكليّة فإننا نطمح إلى تحقيق المزيد والأفضل، بما يتناسب مع رسالة الجامعة في خدمة المجتمع، ونشر رسالة العلم والتّعليم، ويحقق رؤيتها في أن تكون جامعة البترا الخيار الأفضل للعلماء والمتعلّمين.
عميد كلية الآداب والعلوم
أ.د. محمود السلمان