تسجيل الدخول

د. عدنان بدران: "التعليم النوعي عامل مهم للخروج من الأزمة العربية"

12/11/2017

 

Share

اعتبر المستشار الأعلى لجامعة البترا، دولة الدكتور عدنان بدران، أن التعليم النوعيّ هو أحد أهم السبل للخروج من الأزمة العربية الراهنة، مشيرًا إلى أن "بناء القدراتِ البشريةِ وتطوير العمليةِ التربويةِ هما الأساسُ لأي مشروعٍ نهضويٍ تنموي، ولا يمكنُ للأردنِّ أنْ يواكبَ مسيرةَ الأممِ في نهضةٍ اقتصاديةٍ، واجتماعيةٍ، وثقافيةٍ شاملة، إلا من خلالِ تطويرِ عملية التعلم".
وقدم بدران محاضرة بعنوان "نحن تائهون: كيف نخرجُ من الأزمة؟"، استضافتها جمعية الصداقة الأردنية الهولندية خلال اجتماعها السنو،ي قال فيها أن "مجابهة الأزمة، والاعتماد على الذاتِ في النموِ والتقدم، يتطلبان اعتماد مناهج ومنهجية متقدمة، منذ الطفولةِ المبكرةِ وحتى نهايةِ التعليمِ الجامعي"، معتبرًا أن من شأن ذلك أن يعزز "الفكر الناقد، والتحلي،ل والاستنتاج، وحل المشكلاتِ، ويبني فكرًا خلاقًا، يقود إلى البحثِ، والاستقصاءِ، والإبداعِ، والابتكار، ويساهم في تجاوز الأزمة، والنهوض بالأمة".
وقال بدران -الذي يرأس حاليًا المجلس الأعلى لتطوير المناهج- أنه "عندما نتمعّنُ في أسبابِ نهوضِ الأمم من حولنا، وتقدّمِها، نجدُ أن ذلكَ يعودُ بالدرجةِ الأولى إلى تنميةِ العقلِ، والفكرِ الناقدِ، والذكاءِ البشريِّ من خلالِ التعليمِ النوعيِّ المميّزِ، الذي يطلقُ الفكرَ من عقالِهِ إلى مداراتٍ جديدةٍ خلاقةٍ"، مضيفًا "بالفكر المستنير نجابه تحديات العصر من خلال العلم والمعرفة، ونخرج من أزمة التخلف، ونحافظ على حقوقنا، ومكتسبات التنمية والتراث".
وأوضح بدران أن تنمية القدراتِ البشرية من خلال التعليم يعتبرُ اللبنةَ الرئيسةَ في بناءِ الأمةِ، مضيفًا "يستطيع الأردن كما كان سابقاً، أن يكونَ نقطةَ تحولٍ إقليميٍ من خلالِ التعليمِ والبحثِ العلمي، لقيادةِ ثورةٍ بيضاء في عالمنا العربيِّ نحو الاقتصادِ المعرفي، من خلالِ حاضناتِه في المدارسِ، والكلياتِ، والجامعاتِ، لتحقيق مخرجات تعليمية أفضل، تقودُ عمليةَ التغييرِ والتحول من مجتمعٍ ريعيٍ إلى مجتمعٍ إنتاجي".
وأضاف بدران "انتصرتْ إرادةُ التغيير في المناهج في ماليزيا، وكوريا، وسنغافورة، وفنلندا، وآيسلندا، وإيرلندا، ودولٍ أخرى، وتحولَتْ تبعاً لذلك إلى دولٍ صناعيةٍ رائدةٍ، في مقدمةِ الأمم في بناءِ الثروةِ والدخلِ القومي، وتحسينِ مستوى دخلِ الفرد، وفرصِ العمل، والوصولِ إلى التقدمِ والازدهارِ والاستقرارِ".
وأكد بدران أن المدرسة والجامعة هي حاضناتُ الفكرِ المبدعِ والمبتكرِ، قائلا "تبدأ عملية بناءِ الفكرِ المبدعِ الذي يحللُّ كلَّ شيءٍ منذ الطفولةِ المبكرةِ، من رياضِ الأطفالِ حيثُ يتمُ توجيهُ رغباتِ الطفلِ، وتنميةُ اتجاهاتهِ وسلوكياتهِ وأخلاقياتهِ، وغرس مفاهيم المنطقِ، ومفاهيم الفكرِ النقديِّ الموضوعيِّ".
وتابع بدران "ينمو تبعاً لذلك، جيلٌ كاملٌ لمجتمعِ المعرفة، بفكرٍ تنويري، يحلِّلُ ويدرسُ ويحلُّ المشكلاِت، ويمثّلُ رافعةً هائلةً للتقنيةِ، والاختراعِ، والتجديدِ، بفكرٍ خلاقٍ مستدام. هذه هي مخرجاتُ التعليمِ، ومخرجاتُ المناهجَ الحديثةٍ والمتطورة".
وفي نهاية المحاضرة، قدم رئيس جمعية الصداقة الأردنية الهولندية، وزير الإعلام الأسبق سمير مطاوع، درع الجمعية إلى د. بدران، تقديرا واعتزازا.