تسجيل الدخول

انطلاق أعمال المؤتمر الثاني لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات في الطاقة المتجددة

12/7/2017

 

Share

انطلقت في جامعة البترا أعمال المؤتمر الدولي الثاني لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات، في تطوير عمليات وأنظمة الطاقة المتجددة للمدن الذكية، بتنظيم من كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة، بالتعاون مع جامعة البحوث الوطنية في موسكو.
وقال رئيس جامعة البترا، الأستاذ الدكتور مروان المولا في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر إن "مسألة الطاقة، وعلى نحو أدق الطاقة المتجددة، تعد موضوعا حاسما، خاصة لبلدان مثل الأردن، الذي يفتقر إلى الوقود الأحفوري، ويستورد أكثر من 96٪ من احتياجاته من النفط والغاز من البلدان المجاورة، مضيفًا "أدركت كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة البترا ضرورة القيام بدور رائد في توجيه جهودها البحثية إلى هذا المجال، وبناء على ذلك عقد المؤتمر الأول الخاص بتطبيقات تكنولوجيا المعلومات في تطوير أنظمة الطاقة المتجددة عام 2013، والآن تنطلق أعمال المؤتمر الثاني 2017، بهدف جمع جهود الباحثين من مجالات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والطاقة المتجددة.
وأشار المولا إلى اهتمام جامعة البترا بموضوع الطاقة المتجددة، الذي تمثل من خلال عملها على تحويل حرمها الجامعي إلى حرم صديق للبيئة، قائلا "وفقا للتصنيف العالمي للجامعات الخضراء (غرين متريك) لعام 2016، فقد احتلت جامعة البترا المرتبة الثالثة بين الجامعات الأردنية، والمرتبة 221 عالميا".
وقال المولا "لدي ثقة تامة بأن أوراق العمل التي ستقدم خلال هذا المؤتمر، وورش العمل، والحلقات الدراسية، ستفتح فرصا بحثية جديدة، وتعاونا في المستقبل بين تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والطاقة المتجددة، من أجل تطوير كفاءة وفعالية أنظمة الطاقة المتجددة، وتخفيض كلفتها، وإيجاد حلول شاملة للطاقة تقربنا من بناء المدن الخضراء، أو المدن الذكية. وإنني أتطلع إلى تلقي توصيات المؤتمر التي سيتم التوصل إليها في ختامه.
وقدم المستشار الأعلى لجامعة البترا، دولة الدكتور عدنان بدران ورقة عمل عن تجربة جامعة البترا في التحول إلى الطاقة المتجددة، وتجربة الجامعة الخضراء، قائلا "إن الجامعة تعتبر مركزًا لخلق المعرفة ونقل التكنولوجيا، لذلك يجب عليها تطوير حرمها ليكون بيئة مستمرة للتعليم النوعي، والبحث العلمي، من أجل خدمة المجتمع بالأفكار الإبداعية، والأعمال الرائدة".
وأضاف بدران أن جامعة البترا اتبعت استراتيجية لتحويل الحرم الجامعي إلى حرم صديق للبيئة، قائلا "لقد تحولت الجامعة إلى بيئة ذكية، تمتلك الكفاءة في الاستفادة من المحيط الذي تتواجد فيه، وتكسب البنية التحتية طابعًا إنسانيًا قابلا للتفاعل بشكل إيجابي مع الطلبة والموظفين".
وأوضح بدران أن "التحول إلى الحرم الجامعي الأخضر بدأ باعتماد آلية التوفير في استهلاك الطاقة، من خلال شراء الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة، والصديقة للبيئة، مضيفًا أن الجامعة قامت باستبدال المصابيح فيها كافة بمصابيح موفرة للطاقة، واستبدال الأجهزة الكهربائية القديمة بأجهزة حديثة موفرة للطاقة".
وتابع بدران "انتقلت الجامعة بعد ذلك إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء، مبينًا أن الأردن يستورد 95% من احتياجاته من الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، وأن اعتماده على الوقود الأحفوري يتسبب في تلوث البيئة، من خلال انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، لذلك كان التوجه في جامعة البترا للتحول إلى الطاقة الشمسية، لإنتاج 1.5 ميجا واط من الكهرباء، خاصة وأن فاتورة الكهرباء السنوية للجامعة كانت تتجاوز المليون دينار، وتم تركيب ما يفوق 5500 خلية شمسية في الجامعة لإنتاج الطاقة اللازمة، وساهم ذلك في تخفيض قيمة فاتورة الكهرباء بنسبة 95 بالمئة.
وأضاف بدران أن الجامعة استمرت في الاتجاه نحو حرم جامعي صديق للبيئة، من خلال سياسة إعادة تدوير المياه العادمة، قائلا "تم وضع سياسة لتحسين استهلاك المياه، وإعادة تدويرها، من خلال إنشاء محطة لإعادة تدوير 200 متر مكعب من المياه يوميا، وقد تم بناؤه في أدنى بقعة من الحرم الجامعي، لجمع مياه الصرف الصحي عن طريق الجاذبية"، ومن ثم يتم ضخ المياه المعاد تدويرها إلى خزانات في أعلى مواقع الحرم الجامعي، لري جميع المروج، والحدائق، والشجيرات، والأشجار، من خلال الري بالتنقيط.
وأوضح بدران أن الجامعة تعمل حاليا على بناء 50 ألف متر مكعب من المياه تحت الملعب، الذي يقع في أدنى بقعة في الحرم الجامعي، وذلك لجمع مياه الأمطار باستغلال الجاذبية.
وقال رئيس المؤتمر، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة البترا، الدكتور غسان عيسى، إن المؤتمر يهدف إلى سد الفجوة بين الباحثين في تكنولوجيا المعلومات، ونظرائهم في مجال الطاقة المتجددة، حيث يتناول موضوع تطبيقات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والطاقة المتجددة في بناء المدن الذكية والخضراء، مما يفتح آفاقًا واسعة أمام المجالات البحثية، التي تشكل مسارات المؤتمر وموضوعاته.
وأشار عيسى إلى أن المؤتمر يتناول خمسة محاور: أولها حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والدعم للمدن الذكية والخضراء، بينما يتناول المحور الثاني الطاقة المتجددة الذكية، ويتناول المحور الثالث مصادر الطاقة المتجددة، وأنظمتها، ويتناول المحور الرابع تطبيقات الطاقة المتجددة في المدن الذكية والخضراء، بما فيها خدمات المباني، وإنتاج المياه العذبة، ومعالجة المياه العادمة. ويتناول المحور الأخير للمؤتمر إدارة المدن الذكية والخضراء، وجوانبها الاقتصادية والمستقبلية.
واعتبر مدير عام شركة الكهرباء الوطنية، المهندس عبد الفتاح الدرادكة، أن التعاون بين قطاعي تكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة يمكن أن يساهم في حل عدد من المشاكل التي تواجه استغلال الطاقة المتجددة، قائلا: "بالرغم من كون الطاقة المتجددة نظيفة من حيث تأثيرها على البيئة، إلا أن هناك إشكاليات تشغيلية قد تحصل نتيجة تأثيرها على الأنظمة الكهربائية".
وأضاف الدرادكة أن شركة الكهرباء تجري العديد من الدراسات اللازمة، وتتابع آخر المستجدات في أنظمة تخزين الطاقة الكهربائية، لإيجاد حلول لمواجهة مشاكل دمج مصادر الطاقة المتجددة بالشبكة الكهربائية، للوصول على حلول تمكن الشركة من الاستخدام الآمن للطاقة المتجددة، من خلال تبني سياسات الربط ،واعتماد أنظمة تخزين مناسبة".
وأشار الدرادكة خلال كلمته إلى أن الأردن والسعودية سيوقعان يوم الخميس 7 / 12 / 2017 اتفاقية لربط نظامي الطاقة الكهربائية الأردني والسعودي، قائلا "سيساعدنا الربط بين النظامين على مواجهة تذبذبات الأحمال، والاعتماد أكثر على الطاقة المتجددة، وحسن استخدامها في النظام الكهربائي.
وتستمر أعمال المؤتمر على مدى يومين، ويشارك فيها باحثون ومشاركون من عدة دول عربية وأجنبية.